للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويستخرج اليربوع من نافقائه ... ومن جحره بالشيحة اليتقصع١

فأدخل الألف واللام على الفعل، وأجمعنا على أن استعمال مثل هذا خطأ لشذوذه قياسا واستعمالا، فكذلك ههنا. وإنما جاء هذا لضرورة الشعر، والضرورة لا يقاس عليها، كما لو اضطر إلى قصر الممدود على أصلنا وأصلكم، أو إلى مد المقصور على أصلكم، وعلى ذلك سائر الضرورات، ولا يدل جوازه في الضرورة على جوازه في غير الضرورة، فكذلك ههنا، فسقط الاحتجاج به، وهذا هو الجواب عن قول الآخر:

أبيض من أخت بني إباض

والوجه الثاني: أن يكون قوله: "فأنت أبيضهم" أفعل الذي مؤنثه "فعلاء" كقولك: "أبيض، وبيضاء" ولم يقع الكلام فيه، وإنما وقع الكلام في "أفعل" الذي يراد به المفاضلة نحو "هذا أحسن منه وجها، وهو أحسن القوم وجها" فكأنه قال: "مبيضهم" فلما أضافه انتصب ما بعده عن تمام الاسم؛ وهذا هو الجواب عن قول الآخر: "أبيض من أخت" ومعناه "في درعها جسد مبيض من أخت بني إباض" ويكون "من:


١ الخنى: الفحش. العجم: جمع أعجم وهو الحيوان. اليربوع: الضب. النافقاء: الباب الخلفي لجحر اليربوع. الشيح: نبات سهلي يتخذ من بعضه المكانس، طيب الرائحة, مر الطعم. يتقصع: يستخرج التراب من جحر اليربوع.
و"ال" في "اليجدع" و"اليتقصع" اسم موصول أصلها: "الذي يجدع، الذي يتقصع" فاقتصر الشاعر من اسم الموصول على "ال" ضرورة شعرية, والبيتان لذي الخرق الطهوي.

<<  <   >  >>