"المتون" في العلوم اصطلاح جرى عليه المعلمون يطلقونه على مبادئ فن من الفنون تكثف في رسائل قصيرة يستظهرها للطلاب ترسيخا لمسائل العلم في حفظهم، وكلما كانت ألفاظها أقل زادت قبولا عند المدرسين، ثم يشرعون بعد استظهار الطلاب لها في شرح ألفاظها وحل معقداتها؛ أسلوب جروا عليه في العصور التي جمدت فيها الملكات على ما فيه من عناء على "الماتن" والطالب معا. وهذه المتون تكون نثرا وتكون نظما، وقد راج النظم لسهولة حفظه وإن كان التعقيد ألزم له لما توجبه مقتضيات الوزن من تقديم وتأخير زيادة على التكثيف. فمنظومة في مصطلح الحديث، ومنظومة في القراءات، ومنظومة في الفرائض، ومنظومة في الرياضيات، وفي الفلسفة، وفي الفقه ... إلخ.
وفي النحو ألفية لابن معطي المتوفى سنة "٦٢٨هـ" بالقاهرة ألف بيت من بحر السريع وبحر الرجز، فأراد ابن مالك نظم ألفية له تلم بمسائل أكثر وتكون كلها من بحر الرجز، ووُفق إلى ما أراد، ورُزقت ألفيته الشهرة في التعليم, فما زال الطلبة يبدءون باستظهارها منذ ثمانمائة سنة حتى اليوم. وشرحت شروحا جمة أشهرها شرح ابن عقيل، ووضعت على الشروح