للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جبلا حاضر".

فلو دخلت على معرفة أو على خبر مقدم وجب إهمالها وتكرارها، والأول كما تقدم من قولك: "لا زيدٌ في الدار ولا عمرو وأما قول العرب: "لا بصرةَ لكم" وقول عمر: "قضيةٌ ولا أبا حسن لها" يريد علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وقول أبي سفيان يوم فتح مكة: "لا قريشَ بعد اليوم"

وقول الشاعر:

أرى الحاجات عند أبي خبيب ... نكدن ولا أميةَ في البلاد١

فمؤول بتقدير "مثل" أي: ولا مثل أبي حسن، ولا مثل البصرة، ولا مثل قريش, ولا مثل أمية.

والثاني كقول الله سبحانه وتعالى: {لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} ٢.

ويكثر حذف هذا الخبر إذا علم، كقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ} ٣ أي: فلا فوت لهم، وقوله تعالى: {لَا ضَيْرَ} ٤ أي: لا ضير علينا. وبنو تميم يوجبون حذفه إذا كان معلوما، وأما إذا جهل فلا يجوز حذفه عند أحد فضلا عن أن يجب، وذلك نحو: "لا أحد أغير من الله عز وجل". ا. هـ.


١ البيت لعبد الله بن الزبير الأسدي، يهجو عبد الله بن الزبير أبا خبيب؛ لأنه مدحه فلم يكافئه.
٢ سورة الصافات ٣٧/ ٤٧.
٣ سورة سبأ ٣٤/ ٥١.
٤ سورة الشعراء ٣٦/ ٥٠.

<<  <   >  >>