٢ أما ابن الأنباري فقد اطمأن إلى خبر ذكره في أول كتابه "نزهة الألباء في طبقات الأدباء ص٥" حين روى أن علي بن أبي طالب دفع إلى أبي الأسود رقعة فيها: "الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبئ به، والحرف ما أفاد معني. واعلم أن الأسماء ثلاثة: ظاهر ومضمر واسم لا ظاهر ولا مضمر، وإنما يتفاضل الناس فيما ليس بظاهر ولا مضمر ... " ثم يذكر ابن الأنباري أن أبا الأسود وضع أبواب "العطف, والنعت، والتعجب، والاستفهام" إلى أن وصل إلى باب إن واخواتها ما خلا لكن، فلما عرضها على علي أمره بضم "لكن" إليها، وكلما وضع بابا من أبواب النحو عرضه عليه. ا. هـ. ولست أدري هل أبقت أمور الخلافة والحروب والفتن لعلي وقتا يفرغ فيه للتأليف في العلوم وتنقيحها واختراعها! ولعل الأستاذ أحمد أمين لم يكن بعيدا من الصواب حين روى هذا الخبر, فعلق عليه بما يأتي: "وكل هذا حديث خرافة, فطبيعة زمن علي وأبي الأسود تأبى هذه التعاريف وهذه التقاسيم الفلسفية، والعلم الذي ورد إلينا من هذا العصر في كل فرع يتناسب مع الفطرة =