للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأبو نوفل بن أبي عقرب١، وعن هؤلاء أخذ علماء البصرة طبقة بعد طبقة، ثم نشأ بعد نحو مائة عام من تلاميذهم من ذهب إلى الكوفة فعلم بها، فكان منه ومن تلاميذه ما يسمى بمدرسة الكوفة٢.

وهذا جدول٣ يوضح لك تتابع هذه الطبقات إلى المائة الثالثة للهجرة, وترى فيه أن أعلام الكوفة كلهم أخذوا عن أئمة البصريين بأخرة:


١ إنباه الرواة ٢/ ٣٨٢.
٢ على أن هناك من ذهب إلى وجود مدرسة ثالثة هي مدرسة المدينة، وأن رأسها عبد الرحمن بن هرمز الذي مر بك "ص٢٧" أنه أحد الذين نسبت إليهم أولية الكلام في النحو.
وهذا شيء لم يشتهر، لكن القفطي ذكر في هذا كلاما أنا مثبته لفائدته, فقد جاء في إنباه الرواة في ترجمته:
قال أهل العلم: إنه أول من وضع علم العربية, والسبب في هذا القول أنه أخذ عن أبي الأسود الدؤلي وأظهر هذا العلم بالمدينة، وهو أول من أظهره وتكلم فيه بالمدينة، وكان من أعلم الناس بالنحو وأنساب قريش، وما أخذ أهل المدينة النحو إلا منه ولا نقلوه إلا عنه، وإليه أشار ابن برهان النحوي في أول شرحه في "اللمع" بأن قال:
"النحاة جنس تحته أنواع: مدنيون، بصريون، كوفيون" ويروي أن مالك بن أنس إمام دار الهجرة تردد إليه لطلب النحو واللغة قبل إظهارهما, مات سنة ١١٧. إنباه الرواة ٢/ ١٧٢.
هذا واحد, وأما الثاني فبشكست الذي مر بك خبره ص١٣.
٣ عن ضحى الإسلام ٢/ ٢٨٤, وتكرر الاسم معناه تعدد مشايخ صاحبه, أما الأعلام المدرجة أسماؤهم بخط رقعي فهم كوفيون، والباقون بصريون.

<<  <   >  >>