للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وندعوه (١) بأسماء من أسمائه (٢)، بمعنى أنه تعالى وتقدس له أكثر من اسم، وليس اسمًا واحدًا فقط، ولكنه تعالى وتقدس اختار اسم لفظ الجلالة (الله) في بداية البسملة لأنه الأعظم (٣)، والذي إذا دُعي به أجاب.

والله: لفظ الجلالة، غالبًا ما يطلق للتعظيم وللهيبة وللقوة (٤) ..


(١) {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ... ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١١٠)} سورة الإسراء
(٢) والأمر فيه خلاف؛ فقيل فيه أربعين قولا، انظر الرسالة الكبرى ص (٩٥)، قال ابن القيم يرحمه الله: اسم "الله" دالٌّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث "مدارج السالكين" (١/ ٣٢).
(٣) ولقد دلت كثير من الأحاديث على ذلك بحسب بعض الأقوال؛ فعند الترمذي وغيره: (سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. قال: فقال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى)، النهج الأسمى (١/ ٦٣). والحديث صححه الإمام الألباني، انظر صحيح وضعيف الترمذي حديث رقم [٣٤٧٥].
(٤) يظهر من استقراء الآيات التي ذكر فيها لفظ الجلالة - وهي كثيرة جدًّا - على سبيل المثال لا الحصر آية الكرسي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} وهي أعظم آية .. ، وقوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ (٣٥)} سورة النور من أعظم الآيات وفيها دلالة على عظمة الله ونوره، وتلفظ لفظ الجلالة مفخمة في الأصل.

<<  <   >  >>