للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وترابط آياته، مما يجعل الإنسان يتشوق لدراسته، وتتبع مناسباته، والاجتهاد في معرفة معنى الآيات، فيزداد حبه لهذا الكتاب العظيم، فيكون لديه الشغف لمعرفة المزيد، بل ولا يسأم من ذلك بتاتًا، مصداقًا لقوله - صلى الله عليه وسلم - في دعائه: (أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري) (١).

وكتاب الله جميعه كأنه آية واحدة هي شريعة الله (٢) من التصاقه ببعضه، والقراءة العادية ــ مع أهميتها ــ لا توصل للهدف المنشود، وقد اهتم السابقون جل الاهتمام بعلم المناسبات، وألفوا فيه المؤلفات؛ قال بعضهم عنه: إنَّ حَقًّا على الْمُفَسّر أَن يتطلب مناسبات لمواقع الْآيَات، مَا وجد إِلَى ذَلِك سَبِيلًا (٣).

ويقول الرازي يرحمه الله: (إني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف غير منبهين لهذه الأسرار) (٤).

ويقول أيضًا: أكثر لطائف القرآن مودَعة في الترتيبات والروابط (٥).


(١) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، للأرناؤوط (٣/ ٢٥٣).
(٢) انظر كتاب التفسير القرآني للقرآن المؤلف: عبدالكريم يونس الخطيب
(٣) الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير (١/ ٨١)، وانظر البرهان (١/ ٣٥)، والإتقان (٢/ ١٣٨).
(٤) التفسير الكبير (٧/ ١٠٦).
(٥) التفسير الكبير (١٠/ ١١٠).

<<  <   >  >>