للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضًا توجيه لمن قرأ أو سمع تلك الصفات كائنًا من كان بأن يلزمها حتى ينجو ويكون منهم، ويكون على الصراط المستقيم تحفيزًا لهم، إذن الآية ليست مجرد إخبار عن الكتاب، ولكن هي أيضًا ردٌّ على من أراد أن ينتقص من هذا الكتاب العظيم وأمور أخرى غير ذلك (١).

تمامًا كما أن النظر في آيات شدة غضب الله على الفئة الضالة في آخر سورة الفاتحة واستثنائهم من الصراط المستقيم، فهي ليست فقط لإظهار غضب الله على الضالين وانتقاصهم، بل تحذير للمؤمنين أيضًا حتى لا يكونوا مثلهم ويبتعدوا عن طريقهم أشد البعد. ويتكرر أسلوب النصح والتوجيه في سورة البقرة بعد سرد سير ومنهج أهل الكفر والضلال، يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)} (٢)


(١) انظر (ص ١٤٩) الخرائط الذهنية، المخاطب في نهاية سورة الفاتحة وبداية سورة البقرة.
(٢) سورة البقرة، يقول الإمام أبو جعفر الطبري يرحمه الله: فأَمر ــ جل ثناؤه ــ الفريقين اللذَين أخبر الله عن أحدهما أنه سواء عليهم أأنذروا أم لم =

<<  <   >  >>