للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعضلة الأولى: والتي جاءت في نهاية سورة الفاتحة أن هناك المغضوب عليهم.

والثانية: أن هناك الضالين، ويجب أن يكون هناك حل لهاتين المعضلتين بغض النظر عن كفرهم وفسقهم وبُعدهم عن الحق.

والقارئ لكتاب الله يجد أن هذا أسلوبٌ قرآنيٌ فريدٌ، وهو ذكر المشكلة وإتباعها بحل للخروج من هذا الإشكال، ولإقامة الحجة أيضًا على من يخصه الموقف.

إن مقدمة سورة البقرة اشتملت على النصح والتوجيه والرد والتحذير (أين التحذير بـ[ألم])، فقد جاء في بدايتها دفاع عن القرآن الكريم دستورنا القويم قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢)} مما يدل على أن أحدًا ما تكلم وكذب وشكك في هذا القرآن العظيم وهم المغضوب عليهم والضالون ومن على شاكلتهم، فجاءت هذه الآية ردًّا عليهم، وبعد ذلك ذكرت صفات المتقين والتي هي بخلاف صفات المكذبين تمامًا.

ونلاحظ أن صفات المتقين هنا ليست فقط مدحًا للمتقين وإعلاءً لقدرهم وإظهارًا لمنزلتهم عند الله، بقدر أنها

<<  <   >  >>