إن الإيمان بالغيب جاء بعد ذكر القرآن، وجاء بعد التعريف بالمتقين؛ بمعنى أن الإيمان بالقرآن والوصول إلى درجة المتقين يحتاج إلى الإيمان بالغيبيات.
وهذا كله جاء بعد آية من معانيها رفع حالة التنبيه للحالة القصوى (الم).
سرد العلماء كثيرًا عن معاني الحروف المقطعة ولعلها من أكثر المسائل القرآنية بحثًا.
لكن ما أود أن أشير إليه أن (الم) تغير نسق السياق، مما يدخل عامل التعجب للقارئ، ويجعله يأخذ خطوات في التركيز بشدة إلى ما بعدها وربطها بما قبلها، وكذلك الأمر له رهبة في تلك الحروف المقطعة، تنعكس على رهبة في القلب، وتسارع في التفكير والسؤال: لماذا (الم)؟ إنه شيء مخيف ومقلق .. لذى علينا الانتباه والتركيز. (١)
(١) وقال الرازي: "الحروف تنبيهات، قُدمت على القرآن؛ ليبقى السامع مقبلاً على استماع ما يرد عليه، فلا يفوته شيء من الكلام الرائق، والمعنى الفائق مفاتيح الغيب (٢٨/ ١٢٠)، وانظر المنتخب في تفسير القرآن الكريم (ص ٣).