ومن الطرق التي سلطت عليها الضوء في هذا الكتاب طريقة التدبر في المسألة المشار إليها، فما هي الفوائد التي سوف تستنبط من المشار إليه في الآيات؟ ، وفي نفس الوقت ما هي الفوائد التي تستنبط من توجيه الخطاب للقارئ أو السامع (المخاطب)؟ فإن شأن التدبر كبير، وقواعده كثيرة في كتاب الله العظيم، وبينَّا هذا في الوقف على قوله تعالى:(ذلك الكتاب لا ريب فيه)، وما قبله في فوائد من البسملة في بداية الكتاب.
والوقفات التي في مؤلفي هذا، عبارة عن لطائف قصيرة وخفيفة، إلا في بعض المواضع، فآثرت فيها البسط والتوسع لأهميتها ولندرة الفائدة فيها.
وتدبر القرآن متشعب جدًّا، ولا يظن الظان أن آيات الكافرين هي للكافرين فقط، وآيات المنافقين هي للمنافقين فقط، بل إن المؤمنين معنيون ببعض الآيات حتى تكون لهم تحذيرًا وتنبيهًا، والنظر في عبر من كان قبلهم.
وهناك ما لفت نظري وانتباهي ألا وهو موضوع الرؤية القلبية في سورة البقرة فاستطردت فيه أتأمل سِيَّمَا أنني لم أجد من يتكلم عنه من قبل كما ذكرته ــ ولا أدعي الكمال ــ ولكن هي نظرة