للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متأمل في كتاب الله فأفردت له فصلًا لعله يفي ببعض ما أريد .. ولعله نقطة انطلاقة لدارس آخر يفتح الله عليه ما لم يفتح لعباده من قبل، فسبحانه له الفضل والمنة.

وسوف تلاحظ ــ أخي القارئ ــ في هذا الكتاب الذي أسأل الله أن يجعله مباركًا أنني قد أطلتُ في شرح المقدمات للسور والرابط بين الفاتحة والبقرة وليس هذا في باقي فصوله.

وكوني آتي بالجديد في مؤلفاتي لا يعني هذا أنني لا أقنع برأي علماء التفسير الأجلاء، ولكن لدي قناعة قوية أنه كان لديهم الكثير الذي أرادوا كتابته والإبحار فيه لكن الأعمار تفنى ولا تفنى الفوائد من كتاب الله العلي العظيم سبحانه، وقناعة مني بأن المفسرين الأوائل لولا الله ثم هم لما توصلنا لأقل الفوائد، ولكن لعلهم كثفوا جهدهم للتأسيس والتأصيل، وبالكاد يكفي العمر لمثل هذا، وها هم رحلوا عن الدنيا وهم ... ما زالوا يتمنون أنهم بذلوا أكثر من جهدهم، هذا رغم أنهم لا يستطيعون، وهذ معروف عن السلف يرحمهم الله، قال عبدالرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت غدًا، ما قدر أن يزيد في العمل شيئًا (١).


(١) سير أعلام النبلاء (٧/ ٤٤٧).

<<  <   >  >>