للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لنا في هذا المبحث عدة وقفات:

الوقفة الأولى: أن القرآن الكريم عمومًا (١)، وسورة البقرة خصوصًا، اشتملت على كثيرٍ من الفوائد، والعلوم العامة والخاصة، فكان من الأمور التي اهتمت بها، فقه القلوب ووظائفها، وأنواعها وتفاصيلها، بل وجعل أنواع القلوب مقياسًا لأصناف البشر (٢)، والذي هو ركن من أركان الإيمان (٣).

وما كان هذا المبحث إلا جزءًا يسيرًا جدًّا، من اهتمام تلك السورة العظيمة بموضوع القلوب.

على سبيل المثال، لو نظرنا إلى الآيات التي في بداية السورة الكريمة، سوف نجدها تتكلم عن أعظم أعمال القلوب، وهو اليقين (٤)، يقول تعالى: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى


(١) انظر الضوء المنير على التفسير (١/ ١٤٣).
(٢) بمعنى قلب مختوم عليه، قلب منافق وكافر، قلب أغبش، قلب عاصي، قلب منير، قلب مؤمن، وهكذا، علمًا أن هذه الأصناف، حتى يقيس الإنسان بها نفسه أولًا.
(٣) الإيمان هو تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان، شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق العلامة الألباني يرحمه الله (٣٢٢).
(٤) واليقين أعلى درجات الإيمان (حاشية الكتاب)، القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين يرحمه الله (٢/ ٧٨).

<<  <   >  >>