النبات١، وكان دخول الكنيسة عملا إجباريا على كل تلميذ بالجامعة، ولما احتج أولياء أمور الطلاب على ذلك اجتمع مجلس الجامعة وأصدر منشورا بهذا الخصوص جاء في مادته الرابعة ما يلي:
إن هذه كلية مسيحية، أسست بأموال شعب مسيحي، هم اشتروا الأرض، وهم أقاموا الأبنية، وأنشأوا المستشفى وجهزوه، ولا يمكن للمؤسسة أن تستمر إذا لم يساندها هؤلاء وكل هذا قد فعلوه؛ ليوجدوا تعليما يكون الإنجيل من مواده، فتعرض منافع الدين المسيحي على كل تلميذ، وهكذا نجد أنفسنا ملزمين أن نعرض الحقيقة المسيحية على كل تلميذ.. وأن كل طالب يدخل إلى مؤسستنا يجب أن يعرف مسبقا ماذا يُطلب منه، ثم أعلن مجلس الأمناء للكلية: أنها لم تؤسس للتعليم العلماني.. ولكن من أول غاياتها أن تعلن الحقائق الكبرى التي في التوراة وأن تكون مركزا للنور المسيحي، وللتأثير المسيحي، وأن تخرج بذلك على الناس وأن توصيهم به.
وهذه المؤسسة التعليمية ببيروت قد تأسس لها نظائر في سائر البلاد الإسلامية والعربية على وجه الخصوص، فهناك الجامعة الأمريكية بمصر، وجامعة غوردون بالخرطوم، وكذلك في إستامبول بتركيا، بالإضافة إلى المدارس اليسوعية التي لا حصر لها في البلاد العربية وقراها، ولا يخفى على من يراجع المناهج التعليمية في هذه المؤسسات أن التبشير هو مركز الدائرة في كل أنشطة هذه المؤسسات.