للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولا شك أن اختيار الجزيرة العربية كمركز رئيسي لهذه الإرسالية له أهدافه البعيدة التي يخطط لها المبشرون ويعملون على تحقيقها على المدى البعيد، ومن أهم هذه الأسباب التي أعلنوها هو الادعاء بأن الجزيرة العربية كانت في سابق عهدها موطنا للمسيحية قبل الإسلام، ومحاولة إرجاعها إلى سابق عهدها المسيحي أمر ضرروي، وقد أكد صموئيل زويمر على هذه الأهداف في قوله: إن للمسيح حقا في استرجاع الجزيرة العربية، وقد أكدت الدلائل التي تجمعت تحت أيدينا في الخمسين سنة الماضية على أن المسيحية كانت منتشرة في هذه البلاد في سابق عهدها، وهناك دلائل أثرية واضحة على وجود الكنيسة المسيحية هناك، ولهذا فإن من واجبنا أن نعيد هذه المنطقة إلى أحضان المسيحية١.

وبعد دراسة أحوال المنطقة سياسيًّا وجغرافيًّا واجتماعيًّا قرر الجنرال "هيج heig" في رحلته إلى الجزيرة العربية، أن كل الجزيرة العربية بدرجات متفاوتة مهيأة لاستقبال الكتاب المقدس بذراعين مفتوحين"٢.

ب- وقد أنشأ هذه الإرسالية عدة مراكز في لها في كل من بيروت، البصرة، البحرين، وكانت البحرين أهم مركز لها حيث أنشأت الإرسالية مكتبة للأب المقدس بالبحرين سنة ١٨٩٣ وأصبحت


١ نفس المصدر، ص٤٨-٤٩.
٢ السابق، ص٥٠.

<<  <   >  >>