هذه هي نظرة المستشرقين للقرآن من ناحية مصدره، فالقرآن عندهم ليس إلهيا ولا ربانيا، وإنما هو بشري من صنع محمد، وإن ما جاء فيه من قصص توافق ما جاء في التوراة والإنجيل فإنه قد أخذها عن هذين المصدرين بتحريف وإساءة فهم.
ومعلوم لدى كل مسلم أن الإيمان بالقرآن وأنه كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود أصل من أصول الاعتقاد، ولا ريب في ذلك لدى كل مسلم، وأنه بلفظه ومعناه من الله، نزل به الروح الأمين على قلب النبي حسب الحوادث وما تحتاجه من حلول لما أشكل فيها.
مناقشة هذه الآراء:
أولا: ليست الدعاوى التي يفتريها المستشرقون في حق نبي الإسلام وفي حق القرآن الكريم بجديدة على المثقف المسلم، ولا أريد في هذه الدراسة الموجزة أن أتعرض بالرد التفصيلي على ما أثاره المستشرقون من شبهات وشكوك حول الإسلام، كما أن المعاندة أو المجادلة بقصد الغلبة ليست هدفا مقصودا لنا في هذه الدراسة؛ لأن ديننا ونبينا الذي يفترون عليه كذبا وبهتانا ينهَوْن عن ذلك، ويأمرون أن نقول للناس حسنى، وألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، وأن نؤمن بأن الأنبياء جميعا دينهم واحد وأمهاتهم شتى كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هنا فإننا ننبه إلى عقيدة كل مسلم في نبي الله عيسى وموسى وجميع الأنبياء، فينبغي ألا نقول في حق نبي الله عيسى إلا كما قال القرآن الكريم.