١- ذلك أن دراسة الفلسفة الإسلامية تمكنهم أولا من تتبع دخول أفكار اليونان وتأثيرها في مدينة الشرق، وهذا يعني عندهم مواصلة التأثير والعطاء للفلسفة اليونانية، وهي من نتاج الجنس الآري الأوربي.
٢- ودراستها تمكنهم ثانيا من مقارنة المدنية الإسلامية بالمدنية اليونانية مقارنة توضح لهم بجلاء أن الفلسفة لم تظهر في المدنية الإسلامية من داخلها وإنما وفدت إليها عندما احتكت بالجنس الآري، وهذا في حد ذاته يكون برهانا لهم على أن الفلسفة اليونانية ظاهرة فريدة خاصة بالجنس الآري فقط، ولم تظهر خارجه، وبالتالي فهي لا تدين لآية حضارة أخرى سابقة عليها.
٣- ودراستها تمكنهم ثالثا من التعرف على أول محاولة للتأثر بثمرات العقل اليوناني من جهة، ومن الوصول إلى أن هذه الفلسفة ارتبطت بها أول نهضة عربية لبيان فضل الفلسفة "الآرية" على الجنس العربي.
إن هذه الأمور الثلاثة أصبحت مؤكدة لدى دارس الفلسفة الإسلامية من المستشرقين؛ ليؤكدوا بذلك أمرين:
١- فوقية الجنس الآري على ما عداه من أجناس أخرى.
٢- الإلحاح على فكرة المركزية الأوربية بالنسبة للعالم؛ فكرًا وثقافة وحضارة ومدنية، وهذا ما يهدف إليه ديبور وغيره من المستشرقين، إنهم -إذن- لم يدرسوا الفلسفة الإسلامية لذاتها،