تتنافى مع النظر العلمي الحر، وأنها لم تأخذ بين العلم، ولم تنهض بالفلسفة العقلية ولم تنتج الثقافة الإسلامية إلا انحلالا موغلا واستبدادا ليس له نهاية، وكان من أخطر هذه الدعاوى قضية المفاضلة بين الأجناس، ولقد ظهرت هذه القضية في القرن التاسع عشر على يد الفيلسوف الفرنسي رينان في كتابه "تاريخ اللغات السامية" الذي صرح فيه بأن الجنس السامي أقلُّ ذكاء ومرتبة من الجنس الآري، وأخذت هذه المفاضلة عند رينان تضفي على العرب أوصافا لم يقم عليها دليل من بحث أو دراسة.
وكذلك الأمر بالنسبة لديبور؛ فإنه لا يمل من تكرار هذه الدعوى القائلة بأن الفلسلفة الإسلامية ليست إلا صورة مشوهة للفلسفة اليونانية بعد أن امتزجت بآراء الأفلاطونية المدحثة وليس للعرب في ذلك فضل يذكر سوى أن نقلوا علوم اليونان وفلسفتهم إلى العصر الوسيط بأوربا المسيحية.
ونستطيع أن نلخص الدعاوى التي قال بها هذان المستشرقان حول هذه القضية في أمور محددة:
١- إن العقلية الآرية أفضل من العقلية السامية.
٢- إن العقلية العربية تنزع بطبعها إلى رؤية الأشياء متباعدة؛ فهي تدرك الجزيئات ولا تدرك الأمور الكلية.
٣- إن الفلسفة الإسلامية ليست إلا تكرارًا مشوها لآراء أفلاطون وأرسطو.