٤- إن العقلية العربية عاجزة عن الابتكار وليس لها في عالم الفكر من فضل يستحق أن يذكر.
وقد يكون الأمر سهلا ومقبولا لو أن هذه الاتهامات كانت قاصرة على المستشرقين وحدهم، إلا أن بعض الدارسين قد أخذ هذه الدعاوى وآمن بها واعتبرها غير قابلة للنقاش أو الرفض.
ولقد تردد صدى هذه الدعاوى في كثير من المؤلفات الحديثة وعلى صفحات الصحف اليومية والأسبوعية، وهذا في حد ذاته يعتبر هدفًا مقصودًا لحملات التشكيك الموجهة ضد الثقافة الإسلامية وتراثها، ونودُّ أن ننبِّهَ هنا إلى حقيقة مهمة جدًّا:
إننا لو فتشنا نحن في الثقافة الغربية وتاريخها وحاولنا أن ننقدها بنفس المقاييس التي تناول بها المستشرقون علماءنا وأسلافنا لما نجا منهم واحد، وهذا أرسطو أعظم فلاسفة اليونان والغرب وقع في كثير من الأخطاء التي كانت أوربا تدين بها على أنها مسلَّمات بديهية حتى اكتشف خطأه في القرن الخامس عشر، فلقد رفض أرسطو المذهب القائل بأن أصل الوجود هو الذرة، وأخذ بنظرية العناصر الأربعة القائلة بأن أصل الأشياء هو الماء والهواء والنار والتراب، وهذه النظرية قد رفضها مفكرو اليونان قبل أرسطو؛ لظهور فسادها، وقال أرسطو بأن الجسمين المختلفي الثقل إذا سقطا من شاهق؛ فإن سرعتهما في السقوط تتناسب مع ثقلها تناسبًا رأسيًّا، ومعنى ذلك أننا إذا ألقينا من شاهق حجرين وزن أحدهما كيلو جرام ووزن الأخر