للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشخصيات عن طريق الصداقة أو المشاركة في أعمال ثقافية أو تقديم الخبرة لهم، أو ... أو ... إلخ، وعن طريق هذه الشخصيات يستطيعون تنفيذ خططهم في غزو البلاد فكريًّا ثم عسكريًّا إذا اقتضى الأمر، وقد استطاع الاستعمار الحديث أن يغزو معظم البلاد الإسلامية فكريًّا وثقافيًّا عن هذا الطريق، كما استطاع أن ينفذ خططه في السيطرة على عقول كثير من المفكرين في بلادهم؛ ليكونوا هم الأداة لتنفيذ برامج الاستعمار في هذه البلاد.

وبلغ الأمر مبلغا خطيرا، حتى إن كثيرا من المشتغلين بالثقافة جعلوا أنفسهم بمثابة وكلاء عن المستشرقين في توزيع أفكارهم والدعوة إلى تبني آرائهم في الفكر الإسلامي وقضاياه، فهذا مندوب عن ماركس والشيوعية، وذاك مندوب عن الوضعية والوضعيين، وثالثهم مندوب الوجودية والوجوديين، وآخر يدعو إلى القول بتأنيس الإله أو تأليه الإنسان ... إلخ، وامتلأت المؤسسات الثقافية في مصر والشام وشمال أفريقيا بوكلاء معتمدين؛ لتوزيع الفكر الاستشراقي على المؤسسات العربية، وشحذ الوجدان العربي بمفاهيمهم تحت مقولات مضللة كالتنوير والتقدمية والنهضوية ... إلخ.

ولقد عمد هؤلاء إلى إثارة الفتنة حول بعض القضايا الخلافية في الفكر الإسلامي وعملوا على إحياء الخلافات حولها.

فلقد أثاروا فتنة كبيرة حول ما أسموه بقضايا المرأة في الإسلام، مثل قضية الطلاق، وتعدد الزوجات، والعصمة، وتعدد

<<  <   >  >>