للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

زوجات الرسول ... إلخ، ونقلوا إلى العالم الإسلامي مشكلات دخيلة لا وجود لها أصلا في الإسلام وإنما هي موجودة في الغرب بحكم ثقافته وديانته، وشغل المسلمون أنفسهم بهذه المشكلات، وبالبحث عن حلول لها، كان هذا مجالًا واسعًا للفرقة والتعصب والتحزب للرأي ضد الرأي الآخر، وما زال المسلمون يكتبون بنار هذه الفرقة إلى الآن.

وكان من الآثار الخطيرة التي ترتبت على إثارة هذه القضايا أن فريقا كبيرا من المثقفين العرب قد انقادوا وراء هذه الضجة وأخذ البعض يتولى نيابة عن المستشرقين -إثارة هذه الفتن بين صفوف المسلمين، ويتبنى آراءهم ويدعو إلى الأخذ بأفكارهم، وبدلا من أن يكون الخلاف دائرا بين المسلمين كوحدة متماسكة والمستشرقين كجبهة مضادة انتقلت المعركة إلى أرض المسلمين أنفسهم لتفرق صفوفهم وتمزق وحدتهم، فأصبحوا جبهات متعارضة بين مؤيد ومعارض، بين رافض للفكر الاستشراقي وموقفه من الإسلام، ومؤيد ومبر

ر له تحت دعوى التبرير والتقدمية، وهذه الفرقة في الصف الإسلامي هي في حد ذاتها تمثل هدفا وغاية سعى المستعمر لتحقيقها خلال جهود المستشرقين في ذلك، وكان شغل المسلمين بعضهم بعضا حول هذه الخلافات التافهة واستنفاد وقتهم وجهدهم في ذلك وانشغالهم عن قضايا مستقبل أمتهم الذي يعبث غيرهم به؛ كان ذلك كله تحقيقا لأهداف سعى المستشرقون من ورائها إلى السيطرة على عقول نخبة كبيرة من المشتغلين بالثقافة العربية في بلادنا واستطاعوا من خلال

<<  <   >  >>