الواردة في هاتين السورتين يقف على حقيقة هذا الصراع، وحقيقة القضايا العقدية التي كانت تمثل موضوع هذا الحوار، وكيف فضح القرآن سرائر النصارى حين بدلوا وحرَّفوا ما أنزل الله على عيسى النبي، وبين أنهم يكتبون الكتاب بأيديهم، ثم يقولون هو من عند الله وما هو من عند الله، واستمرت موضوعات هذه القضية موضوع الحوار الديني خلال عصور الإسلام المتوالية، تصدى لها علماء الإسلام عبر هذه القرون العديدة، فوضع الجاحظ رسالته في الرد على النصارى، وكتب القاضي عبد الجبار كتابه في دلائل النبوة، ونبه كل منهما على أساليب النصارى ومنهجهم في بث الدعاوي الإنجيلية بين المسلمين.
كما تصدى لنفس القضية ابن حزم في كتابه العظيم "الفِصَل" والشهرستاني في كتابه "المِلَل والنِّحَل" وعلي بن ربن الطبري في رسالته "الرد على النصارى"، وابن تيمية في "الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح"، وابن القيم في كتابه "هداية الحيارى في الرد على النصارى"، وكذلك القرافى في كتابه "الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام".. وكثير من الرسائل التي لا تكاد تحصى في هذا الغرض.
وفي العصور المتأخرة كتب رحمة الله بن خليل الرحمن العثماني الكيرانوي كتابه "إظهار الحق" الذي يعتبر من أهم الكتب الحديثة التي عرضت لهذه القضية بأسلوب رصين ومنهج علمي رائع أفاد من كتب السابقين. وأخذت هذه القضية تحتل مكانا بارزا في