للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ» قَالَ عَوْفٌ: «فَتَمَنَّيْتُ أَنْ لَوْ كُنْتُ أَنَا الْمَيِّتَ، لِدُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ الْمَيِّتِ» (١).

التوضيح:

دلت هذه الأدلة على أن الدعاء من أعظم ما ينتفع به الإنسان في حياته وبعد مماته، وفي كل الأوقات، وليس الانتفاع محصورا على الأولاد من البنين والبنات الذين هم من صلبه فقط، بل ينتفع الإنسان بالدعاء عموماً؛ سواء كان من أولاده، أو من أقاربه، وأرحامه، أو أصدقائه ومحبيه، أو من غيرهم من الناس، فليس شرطا أن يكون الدعاء للميت من رجل مخصوص من المسلمين؛ وهذا أمر معلوم معروف عند جميع المسلمين، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع، والأدلة على ذلك كثيرة.

قال النووي: "إن الدعاء يصل ثوابه إلى الميت، وكذلك الصدقة وهما مجمع عليهما" (٢)، وقال ابن القيم في كتابه الروح: " والدليل على انتفاع [الإنسان بعد


(١) أخرجه مسلم (كتاب الجنائز) (باب الدعاء للميت في الصلاة) (٢/ ٦٦٣) رقم (٩٦٣).
(٢) شرح النووي على مسلم (١١/ ٨٥).

<<  <   >  >>