للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[شروط استجابة الدعاء]

لتكملة الفائدة للقارئ الكريم فإن من شروط إجابة الدعاء، طيب المطعم، والمأكل، والملبس، ولذلك جاء في الحديث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « … ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟» (١).

ومن شروطه كذلك الإخلاص لله تعالى في الدعاء، وعدم الاستعجال، وألا يدعو بإثم، أو قطيعة رحم، وكذلك أن يكون موقنا بالإجابة، وأن يكون قلبه حاضرا غير غافل أولاهٍ، وغير ذلك من الشروط فعلى الإنسان أن يحرص على فعل تلك الشروط حتي يستجيب الله له دعائه، فنسأل الله أن يجعلنا ممن يستجاب لهم الدعاء.

قال المناوي عند شرحه لحديث: «إذا مات الانسان انقطع عمله … » قال: "بدأ بالصدقة لأن المال زينة الدنيا، والنفوس متعلقة بحبه، فإيثار الخروج عنه لله آية صدق فاعله، وثنى بالعلم لاشتراكه معها في عموم منافعه وجموم مناقبه، وختم بدعاء الولد، تنبيها على أن شرف الأعمال المتقدمة لا ينكر، ولأنها أرجح من الأعمال القاصرة" (٢).


(١) أخرجه مسلم (٢/ ٧٠٣) رقم (١٠١٥).
(٢) فيض القدير (١/ ٤٣٨).

<<  <   >  >>