للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن عثيمين: "يعني: أن الناس إذا ماتوا ودفنوا أتاهم ملكان يسألان الرجل عن ربه ودينه ونبيه، إلا من مات مرابطا في سبيل الله فإنه لا يأتيه الملكان يسألانه، وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- الحكمة من ذلك، فقال: «كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنه» (١)، فالشهيد والمرابط كلاهما لا يأتيه الملكان في قبره فيسألانه بل يأمن ذلك وهذا فضل عظيم وأجر عظيم" (٢).

قال القرطبي: "ولا معنى للنماء إلا المضاعفة وهي غير موقوفة على سبب فتنقطع بانقطاعه، بل هي فضل دائم من الله تعالى؛ لأن أعمال البر لا يتمكن منها إلا بالسلامة من العدو والتحرز منهم بحراسته بيضة الدين، وإقامة شعائر الإسلام، وهذا العمل الذي يجري عليه ثوابه، هو ما كان يعمله من الأعمال الصالحة" (٣).

[فضل المرابطة في سبيل الله تعالى]

جاء في فضل المرابطة في سبيل الله تعالى عدد من الأدلة منها ما رواه البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله، أو الغدوة خير من


(١) أخرجه النسائي (٤/ ٩٩) رقم (٢٠٥٣)، قال الألباني: حديث (صحيح) صحيح الجامع الصغير وزيادته (٢/ ٨٢٧) رقم (٤٤٨٣).
(٢) شرح رياض الصالحين (٥/ ٣٥٦)
(٣) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٤١٦).

<<  <   >  >>