للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدنيا وما عليها» (١)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا» (٢)، ومن عِظم فضل الجهاد في سبيل الله تعالى في الإسلام، أن من لم يغزُ، ولم يُحدّث نفسه به في حياته مات على شعبة من النفاق؛ فعن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من مات ولم يغز، ولم يحدث (٣) نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق» (٤).

قال ابن الأمير الصنعاني: "ولا يخفى أن المراد من الحديث هنا أن من لم يغز بالفعل، ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على خصلة من خصال النفاق، فقوله -صلى الله عليه وسلم-: «ولم يحدث نفسه» لا يدل على العزم الذي معناه عقد النية على الفعل بل معناه هنا: لم يخطر بباله أن يغزو ولا حدّث به نفسه ولو ساعة من عمره، ولو حدثها به وأخطر الخروج للغزو بباله حينا من الأحيان، خرج من الاتصاف بخصلة من


(١) أخرجه البخاري (٤/ ٣٥) رقم (٢٨٩٢).
(٢) أخرجه سنن النسائي (٦/ ١٣) رقم (٣١١٠)، قال الألباني: حديث (صحيح)، صحيح الجامع الصغير وزيادته (٢/ ١٢٦٢) رقم (٧٦١٦ - ٢٧٤٣).
(٣) قوله: "ولم يحدث"، قال السندي: من التحديث، قيل: بأن يقول في نفسه: يا ليتني كنت غازيا، أو المراد: ولم ينو الجهاد، وعلامته إعداد الآلات، قال تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) [التوبة: ٤٦] (مسند أحمد ط الرسالة (١٤/ ٤٥٤).
(٤) أخرجه أبي داود (٣/ ١٠) رقم (٢٥٠٢) قال الألباني: حديث (صحيح) صحيح أبي داود - الأم (٧/ ٢٦٣) رقم (٢٢٦٠).

<<  <   >  >>