للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال القرطبي الرباط: "هو الملازمة في سبيل الله، مأخوذ من ربط الخيل ثم سمي الملازم لثغر من ثغور المسلمين: مرابطاً، فارساً كان أو راجلاً، واللفظة مأخوذة من الرباط، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في منتظري الصلاة: «فذلكم الرباط» (١)، إنما هو تشبيه بالرباط في سبيل الله، والرباط اللغوي هو الأول، وهو الذي يشخص إلى ثغر من الثغور ليرابط فيه مدة ما، فأما سكان الثغور دائماً بأهلهم الذي يعمرون ويكتسبون هناك، فهم وإن كانوا حماة فليسوا بمرابطين " (٢).

قال البيهقي: "القصد من هذا [أي حديث المرابطة]، ونحوه الإخبار بتضعيف أجر المرابط على غيره، ويختلف ذلك بحسب اختلاف حال الناس نية وإخلاصا، وباختلاف الأوقات" (٣).

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «كل ميت يختم على عمله»: قال الهروي: "أي يطبع على عمله، فلا يكتب له ثواب جديد"، قال السندي: "والمراد به العمل المنقطع بموته، فلا يشكل بالعمل الجاري كالوقف ونحوه، أي: يتم عمله المنقطع فلا ينمو بعد موته إلا المرابط، فإنه ينمو عمله المنقطع أيضا" (٤).


(١) أخرجه مسلم (١/ ٢١٩) رقم (٢٥١) عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟» قالوا بلى يا رسول الله قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط»،
(٢) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٤١٨).
(٣) تطريز رياض الصالحين (ص: ٧١٧).
(٤) حاشية مسند أحمد ط الرسالة (٣٩/ ٣٧٥).

<<  <   >  >>