للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آثار الأعمال، وليست عين الأعمال بقرينة مقابلته ب ما قدموا مثل ما يتركون من خير أو شر بين الناس وفي النفوس، والمقصود بذلك ما عملوه موافقا للتكاليف الشرعية أو مخالفا لها وآثارهم كذلك … فالآثار مسببات أسباب عملوا بها" (١).

قال القرطبي: " فآثار المرء التي تبقى وتذكر بعد الإنسان من خير أو شر يجازى عليها … ، كل سنة حسنة، أو سيئة يستن بها " (٢).

قال ابن كثير: "وقوله تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} أي: من الأعمال نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وفي قوله: {وَآثَارَهُمْ} قولان:

أحدهما: آثارهم التي أثروها من بعدهم، فنجزيهم على ذلك أيضا، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر … ، والثاني: أن المراد بذلك آثار خطاهم إلى الطاعة أو المعصية.

وهذا القول لا تنافي بينه وبين الأول، بل في هذا تنبيه ودلالة على ذلك بالطريق الأولى والأحرى، فإنه إذا كانت هذه الآثار تكتب، فلأن تكتب تلك التي فيها قدوة بهم من خير أو شر بطريق أولى (٣) اهـ.

الدليل الثاني: قوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} [الانفطار: ٥]، قال صاحب اللباب: "المعنى: ما قدمت من عمل صالح، أو شيء، أو أخرت من سيئة أو حسنة، وقيل: ما قدمت من الصدقات وأخرت من التركات" (٤).


(١) التحرير والتنوير (٢٢/ ٣٥٦).
(٢) تفسير القرطبي (١٥/ ١٢)، تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (٤/ ٧).
(٣) تفسير ابن كثير (٦/ ٥٦٥، ٥٦٦).
(٤) اللباب في علوم الكتاب (٢٠/ ١٩٥).

<<  <   >  >>