للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٩٤ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلَاءً، ثنا سَلَامَةُ بْنُ نَاهِضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُنَيْدٍ، قَالَا: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَجُّوهُ ثَوْبًا، وَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدَهَشَ النَّاسُ كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَحِمَكَ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِينًا، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَسَمْتًا، وَخُلُقًا، ودَلًا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَالْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ رَسُولُ اللهِ صَدِّيقًا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {جَاءَ بِالصِّدْقِ} [الزمر: ٣٣] يَعْنِي مُحَمَّدًا، {وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: ٣٣] ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، ⦗٢٦٥⦘ آسَيْتَهُ حِينَ بَخِلُوا، وَكُنْتَ مَعَهُ حِينَ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ صُحْبَةٍ، ثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ وَالْمَنْزِلِ، رَفِيقُهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكَرَّةِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ بِأَحْسَنِ الْخِلَافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَبْلَكَ، قَوَّيْتَهُ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقًّا، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَطَعْنِ الْحَاسِدِينَ، وَكُرْهِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشَلُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللهِ حِينَ وَقَفُوا، وَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلَاهُمْ فَوْقًا، وَأَقَلَّهُمْ كَلَامًا، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَقْلًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ، كُنْتَ وَاللهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا، أَوَّلًا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسِ عَنْهُ، وَآخِرًا حِينَ فُلُّوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالًا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالًا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، فَأَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا، ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ َتضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلَا تُزِيلُهُ الرَّوَاجِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آمَنَ النَّاسُ فِي صُحْبَتِكَ، وَذَاتِ يَدِكَ» ، وَكَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللهِ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللهِ، كَفِيرًا فِي الأرْضِ، جَلِيلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ» ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيُّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ الْحَقَّ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ غُنْمٌ وَعَزْمٌ، ثَبَّتَّ الْإِسْلَامَ وَسَبَقْتَ وَاللهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَبًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيِّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ، وَاللهِ لَا يُضَارُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِكَ، كُنْتَ لِلدِّينِ ⦗٢٦٦⦘ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ حِصْنًا وَأُنْسًا، عَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً غَلِيظًا وَكَظْمًا، فَأَلْحَقَكَ اللهُ بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، وَ {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: ١٥٦] "

٨٩٥ - وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حبَّانَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْكَرَاشِكِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، نَحْوَهُ

٨٩٦ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي، قَالَا: ثنا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

٨٩٩ - وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا دَلْهَمُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ، وَكَانَتْ، لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَعِمْرَانُ الْقَطَّانُ أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْعَدَوِيِّ، وَهُوَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أُسَيْدٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>