للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْجَنَاحَيْنِ، غَذَتْهُ أَكُفُّ النُّبُوَّةِ، وَنَشَأَ فِي حِجْرِ الْإِسْلَامِ، أَرْضَعَتْهُ ثُدِيُّ الْإِيمَانِ، وَكَانَ يُشْبِهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُنُقِهِ إِلَى كَعْبِهِ خَلْقًا وَلَوْنًا، وَسَمَّاهُ حُسَيْنًا، يَخْضِبُ بِالْوَسْمَةِ، وَقِيلَ: بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَيَدَعُ عَنْفَقَتَهُ، يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ. وُلِدَ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَقِيلَ: ابْنُ تِسْعٍ، قُتِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقِيلَ: يَوْمَ السَّبْتِ، الْعَاشِرَ مِنَ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ، قَتَلَهُ سِنَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ النَّخَعِيُّ، وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ خَوْلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْأَصْبَحِيُّ، مِنْ حِمْيَرَ، أَعْلَمَ الْأَمِينُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَهُ، وَأَرَاهُ تُرْبَتَهُ، احْمَرَّتِ السَّمَاءُ لِقَتْلِهِ، وَكُسِفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَوْتِهِ، وَصَارَ الْوَرْسُ فِي عَسْكَرِهِ رَمَادًا، وَالْمَنْحُورُ مِنْ جَذْرِهِ دَمًا، لَمْ يُرْفَعْ حَجَرٌ بِالشَّامِ إِلَّا رُئِيَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ، وَنَاحَتِ الْجِنُّ لِرَزِيَّتِهِ وَفَقْدِهِ، حَجَّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِيًا، كَانَ تَقِيًّا نَقِيًّا فِي ذَاتِ اللهِ، مُجِدًّا قَوِيًّا، ذَا لِسَانٍ وَبَيَانٍ، وَنَجْدَةٍ وَجَنَانٍ، كَانَ كَمَا مَدَحَهُ الْفَرَزْدَقُ حِينَ قَالَ فِيهِ:

[البحر البسيط]

يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ ... فَمَا يُكَلَّمُ إِلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ

مُشْتَقَّةً مِنْ رَسُولِ اللهِ نَبْعَتُهُ ... طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالْخِيمُ وَالشِّيَمُ

هُوَ ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللهِ كُلِّهِمُ ... هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ

إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا ... إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ

مُحِبُّهُ حَبِيبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمُبْغِضُهُ بِغَيْضُهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>