٣٨٤١ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبْعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الطَّرِيحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَأُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيُّ، تُجَّارًا إِلَى الشَّامِ، فَكُلَّمَا نَزَلْنَا مَنْزِلًا أَخَذَ أُمَيَّةُ. . . . عَلَيْنَا فَكُنَّا كَذَلِكَ حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى فَجَاءُوهُ وَأَهْدُوا لَهُ وَأَكْرَمُوهُ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بِيَعِهِمْ، ثُمَّ رَجَعَ فِي وَسَطِ النَّهَارِ فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ، وَأَخَذَ ثَوْبَيْنِ لَهُ أَسْوَدَيْنِ فَلَبِسَهُمَا وَقَالَ لِي: يَا أَبَا سُفْيَانَ هَلْ لَكَ فِي عِلْمٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ تَنَاهَى عِلْمَ الْكِتَابِ تَسْأَلُهُ؟ قُلْتُ: لَا إِرْبَ لِي فِيهِ، وَاللهِ لَئِنْ حَدَّثَنِي بِمَا أُحِبُّ لَا أَثِقُ بِهِ، وَلَئِنْ حَدَّثَنِي بِمَا أَكْرَهُ لَأَوْحَشَنَّ مِنْهُ قَالَ: فَذَهَبَ وَخَالَفَهُ شَيْخٌ مِنَ النَّصَارَى فَدَخَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هَذَا الشَّيْخِ؟ قُلْتُ: لَسْتُ عَلَى دِينِهِ، قَالَ: وَإِنْ فَاتَكَ تَسْمَعُ مِنْهُ عَجَبًا وَتَرَاهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَثَقَفِيٌّ أَنْتَ؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ قُرَشِيٌّ قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الشَّيْخِ؟ فَوَاللهِ إِنَّهُ لَيُحِبُّكُمْ وَيُوصِي بِكُمْ قَالَ: فَخَرَجَ مِنْ عِنْدَنَا وَمَكَثَ أُمَيَّةُ حَتَّى جَاءَنَا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ثُمَّ انْجَدَلَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَوَاللهِ مَا نَامَ، وَلَا قَامَ حَتَّى أَصْبَحَ كَئِيبًا حَزِينًا سَاقِطًا غَبُوثَةً عَلَى صَبُوحِهِ، مَا يُكَلِّمُنَا وَمَا نُكَلِّمَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَرْحَلُ؟ قُلْتُ: هَلْ بِكَ مِنْ رَحِيلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَرَحَلْنَا فَسِرْنَا بِذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ مِنْ هَمِّهِ، ثُمَّ قَالَ لِي فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ: أَلَا تَحَدَّثُ يَا أَبَا سُفْيَانَ؟ قُلْتُ: وَهَلْ بِكَ مِنْ حَدِيثٍ؟ وَاللهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَجَعْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِكَ قَالَ: ⦗١٥١٢⦘ أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لِشَيْءٌ لَسْتُ فِيهِ، إِنَّمَا ذَلِكَ شَيْءٌ وَجِلْتُ بِهِ مِنْ مُنْقَلَبِي قَالَ: قُلْتُ: وَهَلْ لَكَ مِنْ مُنْقَلَبٍ؟ قَالَ: إِنِّي وَاللهِ لَأَمُوتَنَّ ثُمَّ لَأُحْيَيَنَّ قَالَ: قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ قَائِلٌ أَمَاتَنِي؟ قَالَ: عَلَى مَاذَا؟ قُلْتُ: عَلَى أَنَّكَ لَا تُبْعَثُ وَلَا تُحَاسَبُ قَالَ: فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: بَلْ وَاللهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ لَنُبْعَثَنَّ ثُمَّ لَنُحَاسَبَنَّ، وَلَيَدْخُلَنَّ فَرِيقٌ الْجَنَّةَ، وَفَرِيقٌ النَّارَ، قُلْتُ: فَفِي أَيِّهِمَا أَنْتَ أَخْبَرَكَ صَاحِبُكَ؟ قَالَ: لَا عِلْمَ لِصَاحِبِي بِذَلِكَ فِي وَلَا فِي نَفْسِهِ قَالَ: فَكُنَّا فِي ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ يَعْجَبُ مِنِّي، وَأَضْحَكُ مِنْهُ حَتَّى قَدِمْنَا غَوْطَةَ دِمَشْقَ، فَبِعْنَا مَتَاعَنَا، فَأَقَمْنَا بِهَا شَهْرَيْنِ، فَارْتَحَلْنَا حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى، فَلَمَّا رَأَوْهُ جَاءُوهُ، وَأَهْدُوا لَهُ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِمْ حَتَّى جَاءَ بَعْدَ مَا انْتَصَفَ النَّهَارُ، فَلَبِسَ ثَوْبَيْهِ وَرَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَوَاللهِ، مَا نَامَ وَلَا قَامَ، وَأَصْبَحَ حَزِينًا كَئِيبًا، لَا يُكَلِّمُنَا وَلَا نُكَلِّمُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَرْحَلُ؟ قُلْتُ: بَلَى، إِنْ شِئْتَ فَرُحْنَا كَذَلِكَ مِنْ بَثِّهِ وَحُزْنِهِ لَيَالِيَ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا سُفْيَانَ هَلْ لَكَ فِي الْمَسِيرِ نَتَقَدَّمُ أَصْحَابَنَا؟ قُلْتُ: هَلْ لِي فِيهِ؟ قَالَ: فَسِرْ، فَسِرْنَا حَتَّى بَرَزْنَا مِنْ أَصْحَابِنَا سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: هَيَا صَخْرُ قُلْتُ: مَا تَشَاءُ؟ قَالَ: حَدِّثْنِي عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَيَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ؟ قُلْتُ: أَيْ وَاللهِ قَالَ: وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا؟ قُلْتُ: أَيْ وَاللهِ قَالَ: وَكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ وَسَطٌ فِي الْعَشِيرَةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَعْلَمُ قُرَيْشٌ أَشْرَفَ مِنْهُ؟ قُلْتُ: لَا وَاللهِ، مَا أَعْلَمُهُ قَالَ: أَمَحْوُجٌ هُوَ؟ قُلْتُ: لَا بَلُ هُوَ ذُو مَالٍ كَثِيرٍ قَالَ: وَكَمْ أَتَى لَهُ مِنَ السِّنِّ؟ قُلْتُ: قَدْ زَادَ عَلَى الْمِائَةِ قَالَ: فَالشَّرَفُ وَالسِّنُّ وَالْمَالُ أَزَرِينَ بِهِ، قُلْتُ: وَلِمَ ذَلِكَ يَزْرِي بِهِ؟ لَا جَرَمَ وَاللهِ بَلْ يَزِيدُهُ خَيْرًا قَالَ: هُوَ ذَاكَ هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ؟ قُلْتُ: هَلْ لِي فِيهِ؟ قَالَ: فَاضَّجَعْنَا حَتَّى مَرَّ الثَّقَلُ قَالَ: فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا فِي الْمَنْزِلِ وَبِتْنَا بِهِ، ثُمَّ رَحَلْنَا، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ قَالَ لِي: يَا أَبَا سُفْيَانَ، قُلْتُ: مَا تَشَاءُ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ فِي مِثْلِ الْبَارِحَةِ، قُلْتُ: هَلْ لِي فِيهِ؟ قَالَ: فَسِرْنَا عَلَى نَاقَتَيْنِ نَجِيبَتَيْنِ حَتَّى إِذَا أَبْرَزَنَا قَالَ: هَيَا صَخْرُ هِيهِ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، قُلْتُ: هَيْهَا فِيهِ؟ قَالَ: أَيَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا، قُلْتُ: أَيْ وَاللهِ إِنَّهُ لِيَفْعَلُ قَالَ: وَذُو مَالٍ؟ قُلْتُ: وَذُو مَالٍ قَالَ: أَتَعْلَمُ قُرَيْشًا أَسْوَدَ مِنْهُ؟ قُلْتُ: لَا وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ قَالَ: كَمْ أَتَى لَهُ مِنَ السِّنِّ؟ قُلْتُ: قَدْ زَادَ ⦗١٥١٣⦘ عَلَى الْمِائَةِ قَالَ: فَإِنَّ السِّنَّ وَالشَّرَفَ وَالْمَالَ أَزَرِينَ بِهِ؟ قُلْتُ: كَلَّا وَاللهِ، مَا أَزْرَى بِهِ ذَلِكَ، وَأَنْتَ قَائِلٌ شَيْئًا فَقُلْهُ قَالَ: لَا تَذْكُرْ حَدِيثِي حَتَّى يَأْتِيَ مِنْهُ مَا هُوَ آتٍ، ثُمَّ قَالَ: فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ أَصَابَنِي أَنِّي جِئْتُ هَذَا الْعَالِمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي يُنْتَظَرُ؟ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، قُلْتُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ، فَمِنْ أَيِّ الْعَرَبِ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ قَالَ: وَفِينَا بَيْتٌ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ قَالَ: هُوَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: فَأَصَابَنِي وَاللهِ شَيْءٌ مَا أَصَابَنِي مِثْلَهُ قَطُّ، وَخَرَجَ مِنْ يَدَيَّ فَوَفَّى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ، وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ إِيَّاهُ فَقُلْتُ: فَإِذَا كَانَ مَا كَانَ فَصِفْهُ لِي؟ قَالَ: رَجُلٌ شَابٌّ دَخَلَ فِي الْكَهُولَةِ بُدُوُّ أَمْرِهِ يَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا، وَهُوَ مَحُوجٌ، كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ، مُتَوَسِّطٌ فِي الْعَشِيرَةِ، أَكْثَرُ جُنْدِهِ الْمَلَائِكَةُ، قُلْتُ: وَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: قَدْ رَجَفَتِ الشَّامُ مُنْذُ هَلَكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ثَلَاثِينَ رَجْفَةً، كُلُّهَا الْمُصِيبَةُ. . . . . . رَجْفَةٌ عَامَّةٌ فِيهَا مَصَائِبُ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: قُلْتُ لَهُ: هَذَا وَاللهِ الْبَاطِلُ لَئِنْ بَعَثَ اللهُ رَسُولًا. . . . شَرِيفًا، قَالَ أُمَيَّةُ: وَالَّذِي حَلَفْتَ بِهِ، إِنَّ هَذَا لَهَكَذَا يَا أَبَا سُفْيَانَ يَقُولُ: إِنَّ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ حَقٌّ، هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ؟ قُلْتُ: هَلْ لِي فِيهِ؟ قَالَ: فَبِتْنَا حَتَّى جَاءَنَا الثَّقَلُ، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ مَكَّةَ لَيْلَتَانِ أَدْرَكَنَا رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِنَا فَسَأَلْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: أَصَابَتْ أَهْلُ الشَّامِ بَعْدَكُمْ رَجْفَةٌ دُمِّرَ أَهْلُهَا، وَأَصَابَتْهُمْ فِيهَا مَصَائِبُ عَظِيمَةٌ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أُمَيَّةُ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ يَا أَبَا سُفْيَانَ؟ قُلْتُ: أَرَى وَاللهِ وَأَظُنُّ أَنَّ مَا حَدَّثَكَ صَاحِبُكَ حَقٌّ قَالَ: وَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَقَضَيْتُ مَا كَانَ مَعِي، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ الْيَمَنَ تَاجِرًا فَكُنْتُ بِهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَبَيْنَا أَنَا فِي مَنْزِلِي جَاءَنِي النَّاسُ يُسَلِّمُونَ وَيَسْأَلُونَ عَنْ بَضَائِعِهِمْ، ثُمَّ جَاءَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَهِنْدٌ عِنْدِي تِلَاعِبُ صِبْيَانِهِمْ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ بِي وَسَأَلَنِي عَنْ سَفَرِي وَمَقَامِي، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ بِضَاعَتِهِ، ثُمَّ قَامَ فَقُلْتُ لِهِنْدٍ وَاللهِ إِنَّ هَذَا لَيُعْجِبُنِي مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ إِلَّا وَقَدْ سَأَلَنِي عَنْهَا، وَمَا سَأَلَنِي هَذَا عَنْ بِضَاعَتِهِ، فَقَالَتْ لِي هِنْدٌ أَوَمَا عَلِمْتَ شَأْنَهُ؟ قُلْتُ وَفَزِعْتُ: مَا شَأْنُهُ؟ قَالَتْ: يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ فَوَقَذَتْنِي وَذَكَرْتُ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ فَوَجَمْتُ حَتَّى قَالَتْ هِنْدٌ: مَا لَكَ؟ فَانْتَبَهْتُ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَاطِلُ لَهُوَ أَعْقَلُ مِنْ ⦗١٥١٤⦘ أَنْ يَقُولَ هَذَا، قَالَتْ: بَلَى وَاللهِ إِنَّهُ يَقُولُ ذَاكَ وَيُؤَاتَى عَلَيْهِ، وَإِنَّ لَهُ لَصَحَابَةً عَلَى دِينِهِ، قُلْتُ: هَذَا الْبَاطِلُ قَالَ: وَخَرَجْتُ فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَقِيتُهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ بِضَاعَتَكَ قَدْ بَلَغَتْ كَذَا وَكَذَا وَكَانَ فِيهَا خَيْرٌ، فَأَرْسِلْ فَخُذْهَا، وَأَنَا آخُذُ مِنْكَ مَا آخُذُ مِنْ قَوْمِكَ فَأَرْسَلَ إِلَى بِضَاعَتِهِ فَأَخَذَهَا، وَأَخَذْتُ مِنْهُ مَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ غَيْرِهِ، وَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجْتُ تَاجِرًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَدِمْتُ الطَّائِفَ فَنَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبَا عُثْمَانَ: قَالَ: مَا تَشَاءُ؟ قُلْتُ: هَلْ تَذْكُرُ حَدِيثَ النَّصْرَانِيِّ؟ قَالَ: أَذْكُرُهُ، قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ، قَالَ: وَمَنْ؟ قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: ابْنُ عَبْدِ لْمُطَّلِبِ؟ قُلْتُ: ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ قَصَصْتُ عَلَيْهِ خَبَرَ هِنْدٍ قَالَ: فَاللهُ يَعْلَمُ لَتَصَبَّبَ عَرَقًا، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ لَعَلَّهُ أَنَّ صِفَتَهُ لَهِيَ، وَلَئِنْ ظَهَرَ وَأَنَا حَيٌّ لَأُبْلِيَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي نَصْرِهِ عُذْرًا، قَالَ: وَمَضَيْتُ إِلَى الْيَمَنِ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ جَاءَنِي هُنَالِكَ اسْتِهَالَةٌ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى نَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ بِالطَّائِفِ، فَقُلْتُ: أَبَا عُثْمَانَ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ الرَّجُلِ مَا قَدْ بَلَغَكَ وَسَمِعْتَ قَالَ: لَقَدْ كَانَ لَعَمْرِي، قُلْتُ: فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْهُ يَا أَبَا عُثْمَانَ؟ قَالَ: وَاللهِ مَا كُنْتُ لِأُؤْمِنُ بِرَسُولٍ مِنْ غَيْرِ ثَقِيفٍ أَبَدًا، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَأَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَوَاللهِ مَا أَنَا بِبَعِيدٍ حَتَّى جِئْتُ مَكَّةَ فَوَجَدْتُ أَصْحَابَهُ يُضْرَبُونَ وَيُعْقَرُونَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَجَعَلْتُ أَقُولُ فَأَيْنَ جُنْدُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟ قَالَ: فَدَخَلَنِي مَا يَدْخُلُ النَّاسَ مِنَ النَّفَاسَةِ " قَالَ الشَّيْخُ: حَدَّثَ بِهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ نَازِلًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ طُرَيْحٍ مُخْتَصَرًا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute