٣٨٧٧ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ أَبُو الْهُذَيْلِ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ كُسَيْبٍ، حَدَّثَنِي الطُّفَيْلُ بْنُ ⦗١٥٢٩⦘ عَمْرٍو، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ نَاجِيَةَ الْمُجَاشِعِيِّ، وَهُوَ جَدُّ الْفَرَزْدَقِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَعَرَضَ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْتُ وَعَلَّمَنِي آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنِّي عَمِلْتُ أَعْمَالًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهَلْ لِي فِيهَا مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ: «وَمَا عَمِلْتُ؟» فَقُلْتُ: أَضْلَلْتُ نَاقَتَيْنِ لِي عَشْرَاوَيْنِ فَخَرَجْتُ أَبْغِيهِمَا عَلَى جَمَلٍ لِي فَرُفِعَ لِي بَيْتَانِ فِي فَضَاءِ الْأَرْضِ فَقَصَدْتُ قَصْدَهُمَا، فَوَجَدْتُ فِي أَحَدِهِمَا شَيْخًا كَبِيرًا، فَقُلْتُ: هَلْ أَحْسَسْتَ لِي نَاقَتَيْنِ عَشْرَاوَيْنِ؟ قَالَ: مَا نَارَاهُمَا، قُلْتُ: مِيسَمُ بَنِي دَارِمٍ قَالَ: وَجَدْنَا نَاقَتَيْكَ وَنَتَجْنَاهُمَا وَظَأَرْنَاهُمَا عَلَى أَوْلَادِهِمَا، وَقَدْ نَعَشَ اللهُ بِهِمَا أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ قَوْمِكَ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ مُضَرَ، فَبَيْنَا هُوَ يُخَاطِبُنِي إِذْ نَادَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْبَيْتِ الْآخَرِ قَدْ وَلَدَتْ قَدْ وَلَدَتْ فَقَالَ: مَا وَلَدَتْ؟ إِنْ كَانَ غُلَامًا، فَقَدْ شَارَكَنا فِي قُوتِنَا، وَإِنْ كَانَ جَارِيَةً فَادْفِنَاهَا، فَقَالَتْ: جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْمَوْلُودَةُ؟ قَالَ: ابْنَةٌ لِي، فَقُلْتُ: إِنِّي أَشْتَرِيهَا مِنْكَ، فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي تَمِيمٍ تَقُولُ لِي أَتَبِيعُ ابْنَتَكَ، وَقَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنِّي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ مُضَرَ فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَشْتَرِي مِنْكَ رَقَبَتَهَا، إِنَّمَا أَشْتَرِي مِنْكَ رُوحَهَا أَلَّا تَقْتُلَهَا فَقَالَ: بِمَ تَشْتَرِي؟ قُلْتُ: بِنَاقَتِيَّ هَاتَيْنِ وَبِوَلَدَيْهِمَا فَقَالَ: تَزِيدُنِي بَعِيرَكَ هَذَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ عَلَى أَنْ تَبْعَثَ مَعِي رَسُولًا، فَإِذَا بَلَغْتُ أَهْلِي رَدَدْتُ إِلَيْكَ الْبَعِيرَ فَفَعَلَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ أَهْلِي رَدَدْتُ عَلَيْهِ الْبَعِيرَ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَكَّرْتُ فِي نَفْسِي فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَكْرُمَةٌ مَا سَبَقَنِي بِهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَقَدْ أَحْيَيْتُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ مِنَ الْمَوْءُودَةِ، أَشْتَرِي كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِنَاقَتَيْنِ عَشْرَاوَيْنِ وَجَمَلٍ فَهَلْ لِي فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا بَابٌ مِنَ الْبِرِّ وَلَكَ أَجْرٌ، إِذْ مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ بِالْإِسْلَامِ» قَالَ عَبَّادٌ: وَمِصْدَاقُ قَوْلِ صَعْصَعَةَ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
[البحر المتقارب]
وَجَدِّي الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ ... وَأَحْيَا الْوَئِيدَ وَلَمْ يُوئَدِ
حَدَّثَ بِهِ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَبُنْدَارٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفَضْلِ
٣٨٧٨ - حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْحَضْرَمِيُّ، ثنا أَبُو مُوسَى، ثنا الْعَلَاءُ، بِهِ ⦗١٥٣٠⦘
٣٨٧٩ - وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا الْعَلَاءُ بِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute