للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٨٣ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ وَحُدِّثْتُ عَنْهُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ جُلَاسُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ يَسِيرُ فِي غَزَاةٍ لَهُ، وَمَعَهُ ابْنُ عَمٍّ لَهُ يُدْعَى عُمَيْرَ بْنَ عُبَيْدٍ، وَهُوَ غُلَامٌ حَدَثٌ، وَجُلَاسٌ، لَا يَظُنُّ أَنَّ الْغُلَامَ، يَعِي مَا يَقُولُ، فَقَالَ جُلَاسٌ: وَاللهِ لَئِنْ كَانَ مَا يَقُولُهُ حَقًّا يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا لَشَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ بِذَلِكَ وَعَاهُ الْغُلَامُ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا مَشَى الْغُلَامُ عُمَيْرٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: جِئْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ أُخْبِرُكَ عَنْ رَجُلٍ وَاللهِ لَهُوَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ جَمِيعًا، وَلَكِنِّي خِفْتُ أَنْ يَنْزِلَ فِي قَوْلِهِ مِنَ السَّمَاءِ قَارِعَةٌ، أَوْ أَمْرٌ فَأُشْرِكَهُ فِيهِ إِنْ أَنَا كَتَمْتُ عَلَيْهِ، إِنَّ جُلَاسًا، قَالَ: وَاللهِ لَئِنْ كَانَ مَا يَقُولُ هَذَا حَقًّا يَعْنِيكَ يَا رَسُولَ اللهِ، لَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ قَالَ عُرْوَةُ: وَقَدْ كَانَ مَوْلَى الْجُلَاسِ وُجِدَ قَتِيلًا فِي دُورِ الْأَنْصَارِ، فَلَمْ يَعْقِلُوهُ، فَكَلَّمَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَقَلُوهُ لَهُ، فَأَصَابَ مِنْ ذَلِكَ غِنًى، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جُلَاسٍ، فَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْغُلَامِ، فَحَلَفَ جُلَاسٌ بِاللهِ مَا قَالَهُ، فَقَالَ الْغُلَامُ عُمَيْرٌ: بَلَى وَاللهِ لَقَدْ قُلْتَ، وَايْمِ اللهِ لَوْلَا أَنِّي خِفْتُ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا قَارِعَةٌ وَيَخْلِطَنِي مَعَكَ مَا قُلْتُ عَلَيْكَ، وَإِنَّكَ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَزَلَ الْوَحْيُ: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا. .} [التوبة: ٧٤] ، إِلَى قَوْلِهِ: {أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: ٧٤] يَعْنِي عَقْلَ مَوْلَاهُ، {فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ} [التوبة: ٧٤] ، فَقَالَ جُلَاسٌ: صَدَقَ اللهُ قَدْ وَاللهِ قُلْتُ، وَقَدِ اسْتَثْنَى اللهُ تَوْبَتِي فَأَنَا أَتُوبُ إِلَى اللهِ مِمَّا قُلْتُ، فَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا زَالَ الْغُلَامُ عُمَيْرٌ فِي عَلْيَاءَ حَتَّى مَاتَ

<<  <  ج: ص:  >  >>