٦٢٩٨ - حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ بَعْضِ، أَهْلِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْرٍ: «إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ قَدْ أُخْرِجُوا كَرْهًا , لَا حَاجَةَ لَهُمْ بِقِتَالِنَا، فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ» ، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، لِأَنَّهُ كَانَ أَكَفَّ الْقَوْمِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَكَانَ لَا يُؤْذِيهِ، وَلَا يَبْلُغُهُ عَنْهُ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ، وَكَانَ فِيمَنْ قَامَ فِي نَقْضِ الصَّحِيفَةِ الَّتِي كَتَبَتْ قُرَيْشٌ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَقِيَهُ الْمُجَذِّرُ بْنُ زِيَادٍ الْبَلَوِيُّ حَلِيفُ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ , فَقَالَ الْمُجَذَّرُ لِأَبِي الْبَخْتَرِيِّ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنْ قَتْلِكَ، فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: وَزَمِيلِي؟ فَقَالَ الْمُجَذَّرُ: لَا وَاللهِ , مَا نَحْنُ بِتَارِكِي زَمِيلِكَ، مَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِكَ وَحْدَكَ , قَالَ: لَا وَاللهِ , إِذًا لَأَمُوتَنَّ هُوَ وَأَنَا جَمِيعًا فَاقْتَتَلَا , فَقَتَلَهُ الْمُجَذَّرُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: سَمِعْتُ أَبِي سَعْدًا يَقُولُ: ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُجَذَّرُ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ , لَقَدْ جَهِدْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَأْسِرَ , فَآتِيَكَ بِهِ فَأَبَى إِلَّا أَنْ يُقَاتِلَنِي , فَقَاتَلْتُهُ فَقَتَلْتُهُ وَقَالَ مُجَذَّرٌ فِي قَتْلِهِ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ:
أَمَا جَهِلْتَ أَمْ نَسِيتَ نِسْبَتِي ... فَأَثْبِتِ النِّسْبَةَ إِنِّي مِنْ بَلِي
أَنَا الَّذِي يُقَالُ أَصْلِي مِنْ بَلِي ... أَطْعَنُ بِالصَّعْدَةِ حَتَّى تَنْثَنِي"
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute