٦٤٢٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو سَلَمَةَ الْحَنَفِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، ثنا الْجُنَيْدُ بْنُ لَامِينَ بْنِ ذِرْوَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ بُهْصُلٍ الْحِرْمَازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ نَضْلَةَ: " أَنَّ رَجُلًا، مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: الْأَعْشَى، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَعْوَرِ قَالَ: كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ مِنْهُمْ , يُقَالُ لَهَا: مُعَاذَةُ , فَخَرَجَ يَمْطَارُ أَهْلَهُ مِنْ هَجَرَ، فَهَرَبَتِ امْرَأَتُهُ بَعْدَهُ نَاشِزَةً عَلَيْهِ، فَعَاذَتْ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ عِنْدَكَ امْرَأَتِي مُعَاذَةُ , فَادْفَعْهَا إِلَيَّ , قَالَ: لَيْسَتْ عِنْدِي، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَدْفَعْهَا إِلَيْكَ , قَالَ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ أَعَزَّ مِنْهُ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَعَاذَ بِهِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ ⦗٢٦٨٥⦘:
[البحر الرجز]
يَا سَيِّدَ النَّاسِ، وَدَيَّانَ الْعَرَبْ ... إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ
كَالذِّيبَةِ الْغَبْشَاءِ فِي ظِلِّ السَّرَبْ ... خَرَجْتُ أَبْغِيهَا طَعَامًا فِي رَجَبْ
فَنَزَعَتْنِي بِنِزَاعٍ وَهَرَبْ ... اخْلَفَتِ الْعَهْدَ وَلَطَّتْ بِالذَّنَبْ وَقَذَفَتْنِي بَيْنَ عِيصٍ مُؤْتَشَبْ وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ» فَشَكَا إِلَيْهِ امْرَأَتَهُ، وَأَنَّهَا عِنْدَ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا: " انْظُرِ امْرَأَةَ هَذَا: مُعَاذَةَ، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ"، فَأَتَاهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقُرِئَ عَلَيْهِ , فَقَالَ: يَا مُعَاذَةُ , هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكِ، وَأَنَا دَافِعُكِ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: خُذْ لِي عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ أَنْ لَا يُعَاقِبَنِي فِيمَا صَنَعْتُ، فَأَخَذَ لَهَا ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَدَفَعَهَا مُطَرِّفٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ:
لَعَمْرِيَ مَا حُبِّي مُعَاذَةَ بِالَّذِي ... يُغَيِّرَهُ الْوَاشِي وَإِنْ قَدُمَ الْعَهْدُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute