للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الزوال لا من الكتاب، ولا من السنة، ولا من الإجماع.

٤. وأما رمي رسول الله بعد الزوال، فهو بمثابة وقوفه بعرفة بعد الزوال إلى الغروب، ومن المعلوم أن الوقوف لا ينتهي بذلك الحد، بل الليل كله وقت وقوف أيضاً.

٥. لو كان الرمي قبل الزوال منهيا عنه لبينه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيان شافياً صريحاً، حينما أجاب السائل الذي سأله عن رميه بعدما أمسي، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.

٦. ومن الأدلة قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: ٢٠٣]، والرمي من الذكر، لما أخرج أبو داود (١) من حديث عائشة مرفوعاً: «إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله» وضعفه الألباني (٢). فجعل اليوم كله محلاً للذكر، ومنه الرمي.

وهذا يشبه أن يكون كالنص في المسألة عند التأمل، وبه استدل الشيخ عبدالرحمن بن سعدي.


(١) (٢/ ١٧٩) ١٨٨.
(٢) ضعيف سنن أبي داود (١٨٨٨).

<<  <   >  >>