٧٧- في النصائح الصغار «١» : عملك للذي علم منه في عدمه ما لا تعلم أنت، وقد وجدوا دعاءك لمن هو أخبر منك بما أردت به مما لم ترد، فما هذا الرغاء كأنه هدير؟ وما هذا الصراخ الذي الأصم به جدير؟ إن كنت ممن يأوي إلى السنة دون البدعة، ولا يكون على الرياء والسمعة، وأردت بذلك وجه العليم بما خطر في قلب العبد وهجس الخبر بما وسوست به النفس، وأوجس من هوى نفسك العمل المشهور، فالكتم الكتم، ومن شهرتها الدعاء المنشور فالختم الختم، إن خير النوق والفتى المكتوم، وخير الكتاب والشراب المختوم.
٧٨- وفي الرسالة الناصحة «٢» : وأن لا ترى في مدرستك فاتر الرغبة والنشاط، قليل الاسترسال والانبساط، ناطقا كالصامت، جاهرا كالمخافت، فإذا سمعت تحفيف الركب المار تحركت وانتعشت، ونبت لك عرف وانتفشت، ورفعت من صوتك وأصوات أصحابك، وما شئت من صرخك وإجلابك، لتسمع المارة ذلك الزجل واللجب، ويقضى من كدك واجتهادك العجب.
٧٩- قال حكم الوادي «٣» : كنت أنا وجماعة نتعلم من معبد «٤» فغنىّ لنا صوتا أعجب به، وكنت أنا أول من أخذه عنه ذلك اليوم، فاستحسنه منيّ. فأعجبتني نفسي. فلما انصرفت عملت فيه من عند نفسي لحنا آخر