والماشية، وهاجت الآبية والعاشية «١» ، وارتجعت رذايا «٢» المطايا، ما أخذت منها المخارم والثنايا، وأنشأت تسترد بمشافرها، ما سلبها جذاب البرى «٣» بمناخرها. سائمة في العميم الكث، من الطبّاق والشث «٤» ، وسارحة في المراح الفسيح، من القيصوم والشيح «٥» ، فنحن في سوابغ من النعم، نرتع فيها رتعة النعم. قد عز عندنا أن يستضيف ضيفا كريم، واستغنى أن يسترضع لئيم. وأترعت الجفان «٦» رذما، واستحال القرم «٧» بشما «٨» ، وحالت البطنة دون الفطنة. ومنع الطعام عن تراجع الكلام.
فلو أن قسا «٩» بيننا لخرس، أو دغفلا «١٠» لأبلس «١١» . وكأن الشاعر أرادنا بقوله:
أتانا وما داناه سحبان وائل ... بيانا وعلما بالذي هو قائل «١٢»