وما فك رقي ذات دل خريدة ... ولا أخطأتني غرة وحجول»
نماني إلى العلياء أبيض ماجد ... فأصبحت أدري اليوم كيف أقول «٢»
٥٨- كان لرجل غلام من أكسل الناس، فأمره بشراء عنب وتين، فأبطأ حتى نوّط الروح، ثم جاء بأحدهما، فضربه وقال: ينبغي لك إذا استنقضيتك حاجة أن تقضي حاجتين، ثم مرض فأمره أن يأتي بطبيب، فجاء به وبرجل آخر، فسأله: فقال: أما ضربتني وأمرتني أن أقضي حاجتين في حاجة؟ جئتك بطبيب، فإن رجاك «٣» وإلّا حفر هذا قبرك.
فهذا طبيب وهذا حفّار.
٥٩- المأمون بن الرشيد:
كنت حرا هاشميا ... فاسترقتني الإماء
أنا مملوك لمملو ... ك وتحتي الأمراء
٦٠- كانت للمأمون جويرية «٤» من أحسن الناس وجها وأسبقهم إلى كل نادرة، فحلت عنده في ألطف محل فحسدتها الجواري وقلن: لا حسب لها، فنقشت على خاتمها حسبي حسني، فازداد بها المأمون عجبا، فسممنها فجزع عليها وقال:
اختلست ريحانتي من يدي ... أبكي عليها آخر المسند «٥»
كانت هي الأنس إذا استوحشت ... نفسي من الأقرب والأبعد
وروضة كان بها موقعي ... ومنهلا كان به موردي
كانت يدي كانت بها قوتي ... فاختلس الدهر يدي من يدي