حاز صمصامة الزبيدي من بين ... جميع الأنام موسى الأمين
سيف عمرو وكان فيما سمعنا ... خير ما أطبقت عليه الجفون «٢»
فقال الهادي: السيف لك والمكتل لك، فأخذهما وفرق الدنانير على الشعراء، وقال: دخلتم معي وأخرجتم من أجلي، ولي في السيف عوض. وهو القائل فيه:
حسام غداة الروع ماض كأنه ... من الله في قبض النفوس رسول
وكان على الصمصامة مكتوبا:
ذكر على ذكر يصول بصارم ... ذكر يمان في يمين يمان
١٩- كان لأبي حية النميري سيف ليس بينه وبين العصا فرق، وكان يسميه لعاب المنية. فحكى جار له قال «٣» : أشرفت عليه ذات ليلة وقد اقتضاه «٤» ، وفي بيته كلب ظنه لصا، وهو يقول: أيها المغتر بنا، والمجترىء علينا، بئس والله ما اخترت لنفسك، خير قليل، وشر طويل، وسيف صقيل، لعاب المنية الذي سمعت به، مشهورة ضربته، لا تخاف نبوته، أخرج بالعفو عنك، لا أدخل بالعقوبة عليك، إني والله إن أدع قيسا تملأ الفضاء خيلا ورجالا، يا سبحان الله ما أكثرها وأطيبها؟! ثم فتح الباب فإذا كلب! فقال: الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفانا حربا.