ضمنت دينك، فأنظره أياما، ثم أتاه فقال:
أتترك حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء «١»
وعلمك بالأمور وأنت قرم ... لك الحسب المهذب والسّناء
كريم لا يغيره صباح ... عن الخلق الكريم ولا مساء
يباري الريح مكرمة وجودا ... إذا ما الكلب أحجره الشتاء «٢»
فيوم منك خير من أناس ... تروح عليهم إبل وشاء «٣»
إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرضه الثناء
وأرضك أرض مكرمة بنتها ... بنو تيم وأنت لها سماء
فقضى دينه. وكانت عنده قينتان، فقال: اختر أحديهما. فأخذها ومر بمجلس قريش فلاموه، وقالوا: أخذتها وهي أنسه، فلو رددتها كان أوفر لحظك عنده. فتذمم «٤» وردها. فقال: لعل قريشا لاموك؟ قال:
والله يا أبا زهير ما أخطأت، وأنشده:
عطاؤك زين لامرىء إن حبوته ... ببذل وما كل العطاء يزين
وليس بشين لامرىء بذل وجهه ... إليك كما بعض السؤال يشين
فقال: خذ بأيديهما. فخرج وهو يقول:
ومالي لا أحييه وعندي ... مواهب يطّلعن من النجاد
لأبيض من بني تيم بن كعب ... وهم كالمشرفيات الحداد
له داع بمكة مشمعل ... وآخر فوق ذورته ينادي «٥»