لهن بالليل، فقلن: لو أن الأمير اطلع علينا فأعطانا ما يغنيننا! فسمع بذلك فقام يطوف في القصر، حتى جمع حليا كثيرا ما أمكنه، فجعلها في منديل ورمى بها إليهن.
١٠٤- ولّى عمر رضي الله عنه السائب «١» مغانم نهاوند «٢» ، فقال له بعض دهاقينها «٣» : هل لك أن أدلك على كنز النخيرجان «٤» وتعطيني الأمان على نفسي وأهلي ومالي؟ وكان النخيرجان من عظماء فارس، وله امرأة جميلة، فتولع بها كسرى وجعل يختلف إليها، فقال له سائسه: إن الملك يأتي أهلك. فاجتنبها النخيرجان. فقال له كسرى: بلغني أن لك عينا عذبة وأنك لا تشرب منها، قال: إني واجدت عند تلك العين أثر السبع فاجتنبتها، فوثب عن سريره وفرح فرحا شديدا، وأمر بتاجين فصيغا له ورصّعا بألوان الجواهر.
فاستخرجهما الدهقان في سفطين «٥» ، وجاء بهما السائب إلى عمر، فنظر إلى الجوهر فحول وجهه عنه خوف الإفتنان، وأمر برفعه. ثم رأى في المنام من ليلته أن الملائكة أتته بالسفطين وفيهما جمر يتوقد، فقسم الجوهر على الذرية والمقاتلة.
١٠٥- أهدى يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن جعفر هدية فيها در وجوهر وعطر وكسيّ، فقال للرسول: اختر ما شئت منها، فاختار فصا من ياقوت أحمر وجد في خزائن ذي القرنين مما كان لدارا بن دارا «٦» ، فقال: