للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٣- حفر ثابت البناني قبره، فكان يختلف إليه، يقرأ فيه ويصلّي حتى مات.

١٥٤- قال عبد الملك عند موته: يا وليد، لا أعرفنك إذا أنا متّ تجلس وتعصر عينك، وتخن كما تخن الأمة الوكعاء «١» ، لكن ائتزر وشمر وألبس جلد النمر، وضعني في حفرتي، وخلني وشأني، وعليك وشأنك.

وادع الناس إلى بيعتك، فمن قال بوجهه هكذا فقل بسيفك هكذا. ثم بعث إلى محمد وخالد ابني يزيد بن معاوية، فقال لهما: هل بكما من ندامة على بيعة الوليد؟ قالا: ما نعرف أحق بالخلافة منه. قال: أولى لكما! والله لو قلتما غير ذلك لأخذت الذي فيه أعينكما، ثم رفع ثني فراشه فإذا سيف مجرد، ونفسه تتردد في حنجرته، وهو يقول: الحمد لله الذي لا يبالي أصغيرا أخذ من خلقه أم كبيرا، حتى فاضت نفسه.

١٥٥- ودخل الوليد ومعه بناته يبكين عليه، فتمثل:

ومستخبر عنّا يريد بنا الردى ... ومستخبرات والعيون سواجم «٢»

وكان الطبيب قد حماه الماء، فقال: اسقوني شربة وإن كانت فيها نفسي، فسقوه فمات.

١٥٦- ابن عمر رفعه: ما حق امرىء مسلم له مال يوصي فيه أن يبيت ليلتين إلّا ووصيته مكتوبة عنده، وكانت وصية ابن عمر لا تفارق جيبه.

١٥٧- وعن ابن عمر: توشك المنايا تسبق الوصايا.

١٥٨- جابر رفعه الذي يوصي عند الموت كالذي يقسم ماله عند الشبع.

<<  <  ج: ص:  >  >>