١٢٩- صالح بن علي الهاشمي: جاءتني امرأة موسوسة بواسط، فقالت لي: بأبي أنتم، ما أكثر ظلم الناس لكم! قلت: فيم ذاك؟
قالت: يزعمون أن الخلفاء منكم ظلمة، ولو كانوا كذلك ما ولاهم الله خلافته، أليس يقول: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
«١» . فلو كان ظلمة لم ينلهم عهده.
١٣٠- راشد الكاتب في علي بن هشام:
صحبتك إذ أنت لا تصحب ... وإذ أنت لا غيرك الموكب
وإذ أنت تكثر ذم الزمان ... ومشيك أضعاف ما تركب
وإذ أنت تفرح بالزائرين ... ونفسك نفسك تسجب
فقلت كريم له همة ... ينال فأدرك ما أطلب
فنلت فأقصيتني عامدا ... كأني ذو عرّة أجرب «٢»
ففي الناس إذ ضاق بي ما لدي ... ك ولم ترع لي حرمة مذهب
١٣١- كسرى: موت ألف سيد أهون من ارتفاع سفلة.
١٣٢- قيل لرجل أصابته حاجة: لو خالطت هؤلاء فأصبت من دنياهم، فقال: دعوني عنكم، فإني قد أصبت من فقر الدنيا ما لا أحب أن أجمع إليه من فقر الآخرة.
١٣٣- ابن شبرمة «٣» : قلت لأبي مسلم حين أمر بمحاربة عبد الله بن علي: أيها الأمير، إنك تريد عظيما من الأمور، فقال: يا ابن شبرمة، إنك بحديث تفلق معانيه، وشعر توضح قوافيه، اعلم منك بالحرب. إن هذه دولة قد اطردت أعلامها، وخفقت ألويتها، واتسعت أفئيتها، فليس لمناوئها، والطامع فيها، يد تنيله شيئا من قوة الوثوب عليها. فإذا تولت