منك. استريح منك إليه ومنه إليك. فقال يا أمير المؤمنين، أنا أعلم مني. فضحك معاوية وقال: أظن كثرة الكلام قد أغفل عقل دغفل.
١٣٧- أبو عمرو بن العلاء: لا يزال الرجل في فسحة من عقله ما لم يتكلف حوك الشعر.
١٣٨- اجتمع الشعراء عند موت المهدي، واندسّ بينهم اسكاف، فأنكروه فسألوه، فقال: شاعر، فاستنشدوه فقال: مات الخليفة أيها الثقلان «١» ، فأعجبوا بمفتتح شعره، فقالوا: تمر في المصراع الثاني، فقال: فكأنني أفطرت في رمضان. فاستضحكوا منه.
١٣٩- ورثى عبد الله بن طاهر رجل فقال:
مات الأمير وكان بازا قارحا ... نعم المجبر للطحال الفاسد «٢»
١٤٠- دخل على المأمون جماعة من بني العباس، فاستنطقهم فوجدهم لكنا «٣» مع يسار وهيئة، فقال: ما أبين الخلة «٤» فيهم! لا أقول في أيديهم ولكن في ألسنتهم.
١٤١- خطب المأمون فقال: اتقوا الله عباد الله، وأنتم في مهل، بادروا للأجل، ولا يغرنكم الأمل، فكأني بالموت قد نزل، فشغلت المرء شواغله، وتولت عنه بواطله، وهيئت أكفانه، وبكاه جيرانه، وصار إلى المنزل الخالي، بجسدة البالي، قد فارق الرفاهية، وعاين الكراهية، فوجهه في التراب عفير «٥» ، وهو إلى ما قدم فقير.