للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباد الله، شكرا شكرا، إنا والله ما خرجنا لنحتفر فيكم نهرا، ولا لنبتني قصرا، ولا لنسير سيرة الجبابرة الذين ساموكم الخسف، ومنعوكم النصف. أظن عدو الله مروان أن لن يقدر عليه؟ أرخى له في زمانه حتى عثر في فضل خطامه. فالآن عاد الأمر إلى نصابه، وطلعت الشمس من مطلعها، وأخذ القوس باريها، وثار السهم إلى النزعة، ورجع الحق إلى مستقره، إلى أهل بيت نبيكم، أهل الرأفة والرحمة.

١٨١- خرج الربيع من عند المنصور ومعه رقعة فيها بيت شعر:

وهاجرة نصبت لها جبيني ... يقطع حرها ظهر العظاية «١»

وقال أجيزوه، فما أجازه إلّا بشّار فقال:

وقفت بها القلوص ففاض دمعي ... على خدي وأقصر واعظايه

١٨٢- أول شعر قاله الرشيد أنه حج في أول خلافته، فدخل دارا بفيد «٢» ، فرأى في صدرها:

ألا يا أمير المؤمنين ألا ترى ... فديتك هجران الحبيب كبيرا

فكتب تحته:

بلى أيها المشعرات وما مشى ... بمكة مرفوع الأطلّ حسيرا

١٨٣- إسحاق الموصلي: أنشد الرشيد قولي فيه:

وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جميل

فقال: لا كيف، الله درّ أبيات تأتينا بها، ما أحكم أصولها أو أحسن فصولها! وأقل فضولها! فقلت هذا الكلام، والله أحسن من شعري.

<<  <  ج: ص:  >  >>