سبحل له نزكان كانا فضيلة ... على كل حاف في الأنام وناعل «١»
ويشركه في هذا الحرذون والسنقور «٢» . ومن الضباب ما له لسانان، ويأكل أولاده كالهرة.
٢٤- الورل «٣» يقتل الضب، وهو أشد منه سلاحا. وقد يزيف إلى الإنسان وينفخ ويتوعد.
٢٥- وعن بعض العرب: نجعت ورلا بطرره فنظرت فإذا هو قد عض إبهامي حتى اختفت فيها أسنانه، فلم يخلها حتى عضضت على رأسه، وشققته فإذا في قانصته حيتان عظيمتان، يشدخ رأس الحية ثم يبتلعها، وليس في الحيوان أقوى على أكل الحيات منه، ولا أكثر سفادا حتى لقد طم «٤» على العصفور والخنزير والذباب في ذلك. ويغتصب الحية بيتها كما تغتصب الحية بيوت سائر الأحناش والطير.
٢٦- كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحب بلالا ويمازحه، فرآه يوما وقد خرج بطنه فقال: أم حبين، وهي عظاية لها بطن بارز، وذكرها الحرباء، ويقال لها أم عويف، ويقول لها صبيان العرب:
أم عويف شمّري برديك ... إن الأمير غاضب عليك
وضارب بالسوط صفحتيك
فتنشر برديتها وتقوم على رجليها.
وهذا كما تقول للطحن، وهو يشبه أم حبين: أطحن لنا جرابنا، فيطحن بنفسه الأرض حتى يغيب فيها.
٢٧- خطب ابن الأشعث فقال: أيها الناس، أنه ما بقي من عدوكم إلا كما بقي من ذنب الوزغة «٥» تضرب بها يمينا وشمالا ثم لا تلبث حتى