حسروا الأكمة عن سواعد فضة ... فكأنما انتضيت متون صوارم
٩٤- قال للقمان الحكيم سيده: اذبح لي شاة وائتني بأطيب مضغتين فيها؛ فأتاه بالقلب واللسان، فسكت عنه ما سكت، ثم أمره بذبح شاة وقال: ألق أخبث مضغتين، فرمى بالقلب واللسان، وقال: إنه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.
٩٥- أبو سليمان الواسطي «١» : إنما القلب بمنزلة المرآة، إذا جليت لم يمر بها شيء إلّا مثل فيها، وإذا صدئت لم يمثل فيها شيء.
٩٦- أبو اليمان «٢» كان عندنا شيخ يزعمون أنه يعرف اسم الله الأعظم، فسألته، فقال: يا ابن أخي تعرف قلبك؟ قلت: نعم، قال: إذا رأيته قد رقّ وأقبل، فأسأل الله حاجتك، فذاك اسم الله الأعظم.
٩٧- رفع رجل من لحية مدني شيئا، فلم يدع له، فغضب وقال:
أما فيك ما تدعو لي بخير وقد أمطت عنك الأذى؟ قال: يا أخي لا تغضب، ما منعني أن أقول: صرف الله عنك السوء إلّا مخافة أن يصرف الله وجهك، فتبقى بلا وجه، وكان دميما.
٩٨- أسر سلمة بن مرّة الناموس «٣» امرأ القيس بن النعمان اللخمي، وكان الناموس قصيرا مقتحما، واللخمي طويلا جسيما، فأبصرته بنت له، فقالت: أهذا القصير أسر أبي؟ فقال:
ألا زعمت بنت أمرىء القيس أنني ... قصير وقد أعيا أباها قصيرها
ورب طويل قد نزعت سلاحه ... وعانقته والخيل تدمى نحورها