الصخابة الوثابة، البذية السبابة، التي تصخب من غير صخب، وتضحك من غير عجب، الكثير عيبها، المخوف غيبها، فأهلها منها في عناء، وزوجها منها في بلاء، إن كان مقلا «١» عيرته، وإن كان ذا مال غيرته، فأراح الله منها بعلها، ولا متع بها أهلها.
وأما الداء العياء فجار السوء إذا قاولته شتمك، وإن شاتمته بهتك، وإن غبت عنه سبعك، فإذا كان كذلك فخل له قرارك، وعجل منه فرارك وإن ضننت بالدار، فكن فيها كالكلب الهرار، وقر بالذل والصغار.
قال: فما العجز الظاهر والفقر الحاضر؟ قال: فأما العجز الظاهر فالرجل القليل الحيلة، اللزم للحليلة «٢» ، الذي يطيع قولها، ويحوم حولها، فإن غضبت ترضاها، وإن رضيت تفداها.
وأما الفقر الحاضر فالرجل الذي لا يشبع نفسه، وإن كان من ذهب حلسه «٣» .
قال: فانعت لي المرأة الصالحة، قال: لا ضرع «٤» صغيرة، ولا عجوز كبيرة، عاشت في نعيم فأدركتها الفاقة، فخلائق كرم النعيم معها، وبؤس الفاقة فيها، خليعة مع زوجها، حصان من جارها، إذا اجتمعا كانا أهل دنيا، وإذا افترقا كانا أهل آخرة.
فتعجب من فصاحته وعقله، وقال: أنت ضمرة بن ضمرة فاقبض مالك، وأعلمنا شأنك، فإن أقمت آسيناك، وإن شخصت وصلناك، قال:
قرب الملك سناء ورفعة، فأكرمه وأعطاه الإبل، وجعله من ندمائه.
١٠٠- قالوا: عظم الجبين يدل على البله، وعرضه على قلّة