للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القدس، وتصير لهم الدولة، ويخلو العالم من سواهم، فيحجم الموت عن جنابهم المدة الطويلة. وسبيلهم أن يعولوا على متابعة الأسود في غاباتها، وطرح التبن بين أيديها؛ ليعلموا وقت أكلها إياه١.


١ يرى بعض العلماء أنه نتيجة لما لاقاه اليهود من اضطهادات نشأت عندهم عقيدة المخلص الذي سيجيء ليعيد مجد إسرائيل، ويجمع أشتات اليهود بفلسطين. وقد أطلقوا عليه اسم النبي أو المسيح المنتظر. وكلمة مسيح معناها عندهم: الممسوح بزيت البركة المقدس؛ لأنهم كانوا يمسحون الملوك والأنبياء والكهنة عند تقليدهم المناصب، كما مسح صموئيل كلا من شاؤل وداود بالزيت ملكا بأمر الرب. ويظهر -والله أعلم- أنهم إنما أطلقوا عليه هذا اللقب ليظهروا للعالم أنه سيكون من بني إسرائيل.
ويرى بعضهم أيضا أن هذه الفكرة إنما برزت لهم بعد سقوط دولتهم وخلال أسرهم في بابل، ثم تبلورت بعد خضوعهم للفرس. مما دفع بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن هذه الفكرة مستعارة من الديانة الزرداشتية التي يدين بها الفرس. اليهودية لأحمد شلبي ص٢١٦ و٢١٨ - ٢١٩.
ومن الطريف في ذلك ما كتبه العالم اليهودي الدكتور رافائيل باتاي في الصلاة المدراشية التالية: "وعندما لفَّت أعمدة الله الهيكل صعد ثلاثة كهنة شبان إلى السطح، وألقوا بمفاتيح بيت الله نحو السماء، فامتدت يد نزولا، والتقطت المفاتيح. قال الكهنة: إلى متى أدوناي إلى متى؟ فقال صوت سماوي: لا أكثر من يومين يا أولادي. فعرفوا عنذئذ أن سبي الشخينة وتشتيت إسرائيل سيدوم ألفين من السنين؛ إذ مكتوب -أي في المزمور ٩٠/ ٤ بروتستانت-: لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر. فقالوا له: يا سيد الكون، كيف يستطيع بنو إسرائيل تحمل ألفي سنة من العذاب؟ فقال لهم: سأعطيهم شعاعا من =

<<  <   >  >>